بسم الله
حينما دمعت عيني والدي أمامي لأول مرة ولم أعرف السبب إلا بعد وفاته
والدي ذاك الشيخ الكبير تغمده الله بواسع رحمته، انقضت أيامه وستنقضي
أيامي معه وسنغادر الدنيا، وستدور الدنيا دورتها على أبنائي ..
موقف لا أنساه حينما دمعت عيني والدي ولا أدري ما السبب إلا بعد وفاته ..
ولدت قبل أكثر من عشرين سنة في مستشفى في وطني الحبيب
ولادة عادية طبيعية غير مرتبائر المواليد، كانت ولادتي سعادة لأسرتي جميعا
إلا والدي رحمه الله كانت ولادتي بالنسبة له تعاسة لكنه لا يبديها لأحد
إلا لأمي .. لم أكن أعلم عما يدرو في عقل والدي عني شيئا حتى توفاه الله ..
كانت معاملته لي لطيفة غير مرتبائر ابنائه في الحسنى والنفقة ..
كان كريما جدا معي .. كم يسره سروري وكم يسره نجاحي وكم مرة
دخل علي ورمى بالحلوى في حجري وعانقني .. كم يسوءه مرضي
الممكن حينما كان عمري 13 سنة وقد رباني والداي منذ سن السابعة
على الحياء والستر وعدم اظهار شيء من دواخل جسدي لأحد البس
ان لا اظهر شيء من جسدي لم أكن اعلم أن والدي طيلة 13 عاما
من ولادتي يعيش حرارة في قلبه وغبنا وضيقة لا يدانيها شيء بعد
اول يوم من ولادتي ..
دخل والدي بعد ولادتي بيوم غرفة المواليد كما تقول امي فوجد عشرة
من المواليد على سرير واحد لا يفصلهم شيء !
تقول والدتي لما رات الممرضة والدك قامت بارتباك واخذت اطرف واحد
منهم وقالت هذا ولدك !! لا .. لا .. أكيد الثاني هذا واعطته آخر الذي هو أنا !!
لا يوجد علامة فارقه حينئذ عرفها أحد عني سوى الاشباه التي لم
تصل لأشباه أخوتي .. حملني والدي الى امي وفي قلبه لوعة ناااار
من ان يكون الذي بين يديه ليس ابنه فيربيه وابنه بيد غيره من الناس !!
تمكن الوسواس في والدي عكر عليه ايامه وانا في برائتي وطفولتي العب
واذهب ويعانقني ويهدي لي ولم اكن ادري ان في قلبه نارا لا يستطيع
ردمها ما زلت مشتعلة منذ ولدت لم تصبح رمادا رغم مضي السنين ..
كان يعانقني اشعر ببرد صدره وحنيته ولم اشعر يوما بحرارة النار التي
في صدره مع انه لا يحول بيني وبينها الا عظام صدره العظيم
هكذا قالت لي والدتي بعدما مات والدي .. فقط
تقول والدتي كان والدك يقول لي دائما: حاولت ان انسى ذلك الموقف
مع الممرضة فلم استطع هل هو ابني ام لا !! كانت والدتي
تغلق هذا الباب نهائيا .. وتقول: لا يغلب عليك الشيطان
هم يحمله في صدره غمره الله في جنات النعيم
أعود فاقول حينما بلغت سن الثالث عشرة سنة كنت في غرفتي وحدي
خارجا من دورة المياه مغتسلا، ووضعت الفوطة عند جسدي لالبس
ملابسي الداخلية فتح علي والدي الباب دون ان يستاذن سهوا منه
ولعله القدر ساقه ليضع نهاية لمأساته وحرقة قلبه .. دخل علي
وانا متجرد وقابلني وجها لوجه واخذته لحظة صمت طويلة
وهو يتامل في جسدي .. انزويت لحيائي ثم طالعني ودمعت عينه ثم خرج !
كانت لأول مرة ارى دموع والدي ..
كتمت تلك الدموع وبقي والدي في حياته كما كان .. لم ار شيئا يظهر عليه ..
لم ار اي تغير ! في حياته !
مضت السنين وانا في حياتي كما كنت .. لكن ذلك الموقف لا يفارقني ابدا ..
دموع والدي ! لحظة الصمت تلك !
توفي والدي بسكتة قلبيه
لقي ربه
كان خبر وفاته صاعقة قاتلة لي
توفي والدي ولم ابلغ اشدي واتحمل مسؤليتي
مات وماتت معه تلك الدموع
وسر تلك الدموع لماذا نزلت !
ولماذا في هذا الموقف بالذات !
لا أدري
كنت أسامر والدتي عن والدي بعد وفاته بسنتين ولم اصبر فذكرت لها ذلك
الموقف وهو لغز حيرني الى اليوم
قالت لي والدتي ليس بلغز
هل يوجد في جسدك وسط فخذك اليسرى بقعة حمراء شبيهة
بتجمع الشرايين ومقدمة لخروج شامة قلت نعم ! كيف عرفتي وهي
ما خرجت الا بعد سن العاشرة !
قالت والدتي : هذه العلامة اخذتها من ابيك وراثة وفي نفس المكان ولما
رآك ابوك دمعت عينه وانطلق لي يذكرها كالبشارة .. ثم ذكرت لي حكاية
المستشفى واللوعة التي ماتت قبل موت والدي
رحم الله تلك العيون .. ورحم الله تلك الدموع .. واسكنني وصاحبها في
جنة النعيم
ودمتم سالمين
حقيقة لا خيال
تحياتي لكم
منقول
حينما دمعت عيني والدي أمامي لأول مرة ولم أعرف السبب إلا بعد وفاته
والدي ذاك الشيخ الكبير تغمده الله بواسع رحمته، انقضت أيامه وستنقضي
أيامي معه وسنغادر الدنيا، وستدور الدنيا دورتها على أبنائي ..
موقف لا أنساه حينما دمعت عيني والدي ولا أدري ما السبب إلا بعد وفاته ..
ولدت قبل أكثر من عشرين سنة في مستشفى في وطني الحبيب
ولادة عادية طبيعية غير مرتبائر المواليد، كانت ولادتي سعادة لأسرتي جميعا
إلا والدي رحمه الله كانت ولادتي بالنسبة له تعاسة لكنه لا يبديها لأحد
إلا لأمي .. لم أكن أعلم عما يدرو في عقل والدي عني شيئا حتى توفاه الله ..
كانت معاملته لي لطيفة غير مرتبائر ابنائه في الحسنى والنفقة ..
كان كريما جدا معي .. كم يسره سروري وكم يسره نجاحي وكم مرة
دخل علي ورمى بالحلوى في حجري وعانقني .. كم يسوءه مرضي
الممكن حينما كان عمري 13 سنة وقد رباني والداي منذ سن السابعة
على الحياء والستر وعدم اظهار شيء من دواخل جسدي لأحد البس
ان لا اظهر شيء من جسدي لم أكن اعلم أن والدي طيلة 13 عاما
من ولادتي يعيش حرارة في قلبه وغبنا وضيقة لا يدانيها شيء بعد
اول يوم من ولادتي ..
دخل والدي بعد ولادتي بيوم غرفة المواليد كما تقول امي فوجد عشرة
من المواليد على سرير واحد لا يفصلهم شيء !
تقول والدتي لما رات الممرضة والدك قامت بارتباك واخذت اطرف واحد
منهم وقالت هذا ولدك !! لا .. لا .. أكيد الثاني هذا واعطته آخر الذي هو أنا !!
لا يوجد علامة فارقه حينئذ عرفها أحد عني سوى الاشباه التي لم
تصل لأشباه أخوتي .. حملني والدي الى امي وفي قلبه لوعة ناااار
من ان يكون الذي بين يديه ليس ابنه فيربيه وابنه بيد غيره من الناس !!
تمكن الوسواس في والدي عكر عليه ايامه وانا في برائتي وطفولتي العب
واذهب ويعانقني ويهدي لي ولم اكن ادري ان في قلبه نارا لا يستطيع
ردمها ما زلت مشتعلة منذ ولدت لم تصبح رمادا رغم مضي السنين ..
كان يعانقني اشعر ببرد صدره وحنيته ولم اشعر يوما بحرارة النار التي
في صدره مع انه لا يحول بيني وبينها الا عظام صدره العظيم
هكذا قالت لي والدتي بعدما مات والدي .. فقط
تقول والدتي كان والدك يقول لي دائما: حاولت ان انسى ذلك الموقف
مع الممرضة فلم استطع هل هو ابني ام لا !! كانت والدتي
تغلق هذا الباب نهائيا .. وتقول: لا يغلب عليك الشيطان
هم يحمله في صدره غمره الله في جنات النعيم
أعود فاقول حينما بلغت سن الثالث عشرة سنة كنت في غرفتي وحدي
خارجا من دورة المياه مغتسلا، ووضعت الفوطة عند جسدي لالبس
ملابسي الداخلية فتح علي والدي الباب دون ان يستاذن سهوا منه
ولعله القدر ساقه ليضع نهاية لمأساته وحرقة قلبه .. دخل علي
وانا متجرد وقابلني وجها لوجه واخذته لحظة صمت طويلة
وهو يتامل في جسدي .. انزويت لحيائي ثم طالعني ودمعت عينه ثم خرج !
كانت لأول مرة ارى دموع والدي ..
كتمت تلك الدموع وبقي والدي في حياته كما كان .. لم ار شيئا يظهر عليه ..
لم ار اي تغير ! في حياته !
مضت السنين وانا في حياتي كما كنت .. لكن ذلك الموقف لا يفارقني ابدا ..
دموع والدي ! لحظة الصمت تلك !
توفي والدي بسكتة قلبيه
لقي ربه
كان خبر وفاته صاعقة قاتلة لي
توفي والدي ولم ابلغ اشدي واتحمل مسؤليتي
مات وماتت معه تلك الدموع
وسر تلك الدموع لماذا نزلت !
ولماذا في هذا الموقف بالذات !
لا أدري
كنت أسامر والدتي عن والدي بعد وفاته بسنتين ولم اصبر فذكرت لها ذلك
الموقف وهو لغز حيرني الى اليوم
قالت لي والدتي ليس بلغز
هل يوجد في جسدك وسط فخذك اليسرى بقعة حمراء شبيهة
بتجمع الشرايين ومقدمة لخروج شامة قلت نعم ! كيف عرفتي وهي
ما خرجت الا بعد سن العاشرة !
قالت والدتي : هذه العلامة اخذتها من ابيك وراثة وفي نفس المكان ولما
رآك ابوك دمعت عينه وانطلق لي يذكرها كالبشارة .. ثم ذكرت لي حكاية
المستشفى واللوعة التي ماتت قبل موت والدي
رحم الله تلك العيون .. ورحم الله تلك الدموع .. واسكنني وصاحبها في
جنة النعيم
ودمتم سالمين
حقيقة لا خيال
تحياتي لكم
منقول